إنَّ قطعة الخبز تبدو لنا دائما أكبر مما هي في الواقع، حين نراها في يد غيرنا.

الذى يقرأ فى تاريخ البشرية من إنسان الكهف القديم إلى الإنسان المودرن الحديث سوف ينتابه عجباً شديداً لأن أجداده كانوا إما جنود تحمل أسلحة سواء أكانت قطعة خشب أو قوس أو رمح أو سيف أو مدفع أو بندقية وإما ملوك او سلاطين أو امبراطوريين أو زعماء يحكمون آلاف أو ملايين الجنود ويسعون لمزيد من الأرض ومزيد من الذهب والفضة والموارد الأخرى وفى سبيل جلب هذا المزيد يذبحون ويقتلون ويسفكون وما أسهل الذبح والقتل والسفك لقد أصبح شيئاً عادياً ولأتفه الأسباب تشتعل أضخم الحروب، حتى إنسان الكهف البدائى كان يكرس عقله وبدنه لصنع اسلحة من الخشب يقتل بها جاره ليستولى على طعامه وأرضه مع أن الأرض فى ذلك الوقت كانت فى بكارتها وما كانت الأناس الموجودة أنذاك إلا هباءة وسط كوكب شاسع المساحة متاح لهم الإنتقال والإكتشاف بالمجان بلا تأشيرة وبإمكان الواحد أن يمتلك قارة إن شاء ولكن الإنسان لم يكن ينظر إلى المساحات الشاسعة ولا الإكتشافات وإنما ينظر إلى طعام غيره وأرض غيره كى يستولى عليها.. ولا زلنا حتى الآن لا ننظر إلى مواهبنا ولكن ننظر إلى مواهب غيرنا ولا نكترث لما نحن فيه من نعمة وإنما نكترث لما فيه غيرنا من نعمة ولا ننظر إلى ما فى يدنا وإنما ما فى يد غيرنا معظم إهتماماتنا نُكرثها فى الغير نبحث فى الغير ونركز على ما عند الغير ولو نظر كلاً منا منذ بداية البشرية حتى الآن إلى ما عنده اولاً وانصب تركيزه على ما يملكه أولاً وبحث فيما يحيط به اولاً لما شُنت حروب ولما سقطت قطرة دماء ولكن كما يقول فيدور دوستويفسكي "إنَّ قطعة الخبز تبدو لنا دائما أكبر مما هي في الواقع، حين نراها في يد غيرنا.."

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صور.. أجمل فتاة في العالم يتابعها أكثر من 3 مليون شخص