الحضارة هى أوربا
الحضارة هى أوربا
فى كتاب "الخالدون المائة" للمؤلف "مايكل هارت"
وترجمة الأديب "أنيس منصور" تصنيف لأعظم الناس أثراً في التاريخ وأقواهم
فضلاً علي البشرية وأكثرهم تغييراً لمسار الحياة التي نعيشها واثراهم فكراً
وأبدعهم لافكاراً لا تزال الدول تسير علي هداها ولايزال الكثير يعتنقها ويضعها
أعلي مبادئه، ولولاهم لما ادركنا شيئاً عن حركة الكون ولكانت حياتنا بدائية اشبه
بحياة انسان الكهف القديم، وما اجمل ان يكون محمد صل الله عليه وسلم اعظمهم فلقد
وضعه المؤلف في المرتبة الاولي لأنه الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحاً
مطلقاً علي المستوي الديني والدنيوي، ورغم بدويته وأميته وحياته الصحراوية في شبه
الجزيرة العربية التي يعبد اهلها الأصنام استطاع ان يشيع الإسلام في اقطار الجزيرة
ويرسخ في قلوب اهلها الإيمان بالله حتي شيد المسلمون بفضله امبراطورية واسعة ممتدة
من حدود الهند إلي المحيط الاطلسي، وظل اثره صل الله عليه وسلم متينا قويا حتي
يومنا هذا فلقد اصبح عدد المسلمين في العالم اكثر من 1.6 مليار نسمة ويكفي للمواطن
السعودي بعد ان يخرج من هذا الكتاب شرفاً ومجداً وعلواً أن صل الله عليه وسلم من
بلده، وإذا قرأ هذا الكتاب مواطن الماني سوف يخرج منه وهو يحمل في قلبه شيئاً من
الفخر والاعتزاز والأبهة لأن دولته اخرجت الي حيز الوجود يوهان جوتنبرج مخترع
الطباعة ولولاه لما نشأت الحياة الورقية ولما انتعشت اوربا ثقافياً ولأصبح العالم
متخلفاً لآلاف السنين، وأخرجت بيتهوفن اعظم موسيقار في كل العصور وسيمفونياته تطرب
لها الآذان وتجيش لها النفوس، وفرنر هايزنبرج صاحب "مبدأ عدم التأكد"
والذي ندرسه الآن، وكارل ماركس مؤسس "الاشتراكية العلمية"
والذي اعتنق افكاره
ملايين الناس ولا تزال الصين حتي الان دولة مهيبة اقتصادياً تسير علي مذهبه، وماكس
بلانك فنحن الان ندرس ثابت بلانك للإشعاع المنبعث من الاجسام واكتشافات المناجم
وحقول البترول ما كانت سهلة الاكتشاف لولا ثابت بلانك، ونيكولاس اوتو مخترع الة
الاحتراق ذات الاربع نقلات والتي اصبحت نموذجاً لملايين السيارات، ورنتجن مكتشف
الاشعة السينية التي تنفذ في اللحم وتكشف العظام والكسور، ولعل اشهر العظماء
الألمان البرت اينشتاين اذكي البشر وصاحب النظرية النسبية التي اعطتنا لوحة فنية
باهرة للكون ولازال العلماء حتي الآن يجتهدون ليثبتوا صحة فروض اينشتاين ومن ألمع
اكتشفاتهم الأمواج الثقالية ماهية الجاذبية والتي تنبأ بها اينشتاين منذ مئة عام،
وسيظل هؤلاء العظماء فخراً ابدياً للشعب الألماني، ومن اعجب الغرائب ان تجد كثرة
من العرب وخاصة في مصر يعشقون ألمانيا ليس لكثرة علمائها وانما لأن منها ادولف
هتلر النازي واصلاً هتلر نمساوي وليس المانياً ويعتبر اكبر شرير في التاريخ لأنه
قتل 35 مليوناً من البشر ومثله ستالين الذي قتل 27 مليونا من البشر وهؤلاء انما
متطرفين ارهابيين مستحيل ان يصبحوا عظماء ولا يمت الشرف لهم بصلة وانما ينبع عشق
هؤلاء العرب لهتلر لأنهم يحبون القوة الطاغية غير العادلة ولا يحبون القوة الضعيفة
حتي وإن كانت عادلة وهذه النهاية الذهنية بعينها، وسيخرج المواطن البريطاني من هذا
الكتاب وهو يحمل علي كاهله اطناناً من الفخر والزهو لأنه سيجد اسحاق نيوتن صاحب
قوانين الجاذبية ومكتشف علم التفاضل والتكامل والذي اعطانا اول لوحة فنية
ميكانيكية للكون بعدما كانت باهتة لا معالم فيها، وداروين مؤسس علم الاحياء وصاحب
نظرية التطور الشهيرة، ودالتون اول من وضع تصوراً متجلياً للذرة، ووليم شكسبير
الذي مازال مسيطراً علي المسارح في كل لغة حتي يومنا هذا ولازلنا نقتبس منه بعض
العبارات الخالدة، وآدم سميث مؤلف كتاب "ثروة الامم" والذي يمثل البداية
لدراسة الاقتصاد السياسي الحديث ولازال هذا الكتاب حياً يقرأه كل مهتم بالاقتصاد،
وجرهام بيل مخترع التليفون فإذا كنت تحملق في بلاهة علي شاشة التليفون لانبهارك
بإمكانياته فلا تحسبن انه صناعة بلدك فهو صناعة بريطانية صرف، وفلمنج مكتشف
البنسلين الذي انقذ ملايين الناس من شبح التيفود والسل، والفيلسوف جون لوك الذي
ارسي مبادئ الديمقراطية الدستورية فإذا كان نظام الحكم في بلدك ديمقراطياً فلتلقي
الثناء علي جون لوك، وليستر مخترع التعقيم، وتوماس مالثون صاحب نظرية ازدياد
السكان في العالم والتي طرحت علي دول العالم فكرة تخطيط الاسرة وساعدت داروين في
ان يهتدي الي نظرية الانتخاب الطبيعي ونظرية التطور، وجيمس كلاريك ماكسويل صاحب
اكتشاف الموجات الكهرومغناطيسية، ومايكل فارادي الذي في قصة حياته عبرة للمستهام
وعبرة للرائي فهو الذي علم نفسه بنفسه فقد كان فقيراً يعمل صبياً في دكان لتجليد
الكتب وانتهز الفرصة للقراءة المستفيضة وهذه سمة متأصلة في النابهين والعلماء فلم
تكن الاختراعات ولا الاكتشافات لتظهر الا بالقراءة المستفيضة وكان متواضعاً يحب
السلام والخير وفي خلال فترة حياته رفض لقب نبيل ورفض أيضاً مرتين أن يكون رئيس
المجتمع الملكي، ولفارادي اعظم الفضل في تغيير حياتنا اليومية فإذا كنت جالساً تحت
ضوء المصباح بسلام وتتصفح علي شاشة التليفون او الكمبيوتر جيداً وتشعر بالانسجام
تحت هواء المروحة او التكييف فيجب ان تشكر فارادي لأنه من صنع المولد الكهربي الذي
يغذي كل هذه الاجهزة بالطاقة ويبعث فيها الحياة فتضئ وتتحرك وتهتز.. ولعل المانيا
وبريطانيا ظفرا بحظ وفير من العلماء لهم اكبر الفضل واعظم الثناء فهم اصحاب حركة
التنوير في العالم.. وتعتبر المانيا مصنعاً مولداً للعظماء او الأذكياء ومن يقول
لك في حماسة وابهة ان الطفل المصري اذكي طفل في العالم أحمق ساذج العقل يقتات
بالشائعات ويصدق الأكاذيب لأن مصانع الذكاء تكمن في المانيا وعظمائها تشهد بذلك
ويليها بريطانيا..
تعليقات
إرسال تعليق